نحن حبـَّـات ُ البـذار.. نحيــا من أجــل الربيـع ونموت من أجــل الربيـع.. وستغطى قبورنـا بالسنـابل.. أما أنتم فسيضحك التاريخ منكم والزهور أيها الجبناء
نجيب سرور
*******************************************************
ليس بالضرورة أن يكون ما حدث في وسط البلد مؤشرا سلبيا تماما، فطبقا لنظرية هرم ماسلو لتدرج الحاجات، قد يكون من المفيد أن يبدأ المواطن المصري باشباع رغباته الجسمية بالطريقة التي يراها حقا له طالما أن المجتمع يحرمه منها، أملا في أن يستمر في تحقيق حاجاته الأخرى حتى يصل لقمة الهرم ويثور على النظام الملكي ويطيح به
نظرية لم يفكر فيها جمال حمدان
*******************************************************
في الحقيقة أنني لست معتادا على تحليل حادثة فردية طالما هي ليست ظاهرة اجتماعية أو سياسية، ولكن ما حدث من عمليات تحرش جنسي جماعي بوسط القاهرة في عيد الفطر هو أمر لايمكن أن يمر بسلام لما يمثله من تحول خطير في سيكلوجية شعب طالما اعتبره البعض مسالما حتى لو وصل الأمر إلى غرائزه الأساسية أو إلى متطلباته الأساسية
ولكن يبدوا الأمر أكثر منطقية إذا قمنا بتحليل ما حدث على اعتباره جزء من الظواهر الاجتماعية الراديكالية التي قد تقوم بها الجماعة في إطار ردها على المطالبة باشباع حاجاتها الأساسية، وهي التي تكون أخطر ما يكون في حالة حرمانها من اشباع أحد غرائزها الطبيعية كالجوع والعطش والنوم والمأكل والملبس والجنس وغير ذلك، مثل ما حدث في سبعينيات القرن المنصرم من انتفاضة الخبز والتي وصفها رجال السادات بانتفاضة الحرامية، ومن ثم يبدو أن حالة السعار التي أصابت الشباب بسبب معاناتهم النفسية المرتبطة بعدم اشباعهم لغرائزهم الجنسية يمكن أن يفسر ما حدث
والعلم يقول أن الإنسان الطبيعي يواجه في حياته اليومية ضغوطا نفسية متعددة، والضغط هو أحداث خارجة عن الفرد، أو متطلبات استثنائية عليه، أو مشاكل و صعوبات تجعله في وضع غير اعتيادي فتسبب له توترا أو تشكل له تهديدا يفشل في السيطرة عليه، وينجم عنه اضطرابات نفسية متعددة. ولقد جرى تشخيص ودراسة هذه الاضطرابات بصورة منهجية تبعا لوضع الأعراض وشيوعها حتى تأكد أن الهيستيريا هي أول اضطراب من مجموعة الاضطرابات التي تعقب الأحداث الضاغطة، بل ويمكن أن تتحول هذه الهيستيريا إلى حالة من الغضب العارم المصحوب بالعنف الشديد
كذلك هناك ما يعرف باضطراب ما بعد الضغوط العصبية، وهو نوع من ظهور الاضرابات بشكل مفاجيء على جماعات من الأفراد نتيجة لضغوط يومية تراكمت على مدار سنوات عديدة، لعبت فيها عوامل الاحباط والهزيمة والخوف والقمع السياسي والبعد عن اشباع الغرائز الطبيعية، وهو الأمر الذي أكتشف بعد حرب فيتنام على الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في الحرب، حيث لوحظ عليهم أعراض اضطرابات خطيرة ونزوعات للعنف الشديد، وذلك بعد حوال تسعة أشهر إلى ثلاثين شهرا من تسريحهم من الخدمة العسكرية، وقد أثارت هذه الملاحظة دهشة الباحثين، حيث المتوقع هو حصول أعراض هذا الضغط أثناء المعركة أو بعدها بأيام، وليس بعد انتهاء الحرب بسنوات
ويقترب هذا التحليل كثيرا في حالة المعرفة بما قدمه إبراهام ماسلو عن نظرية تدرج الحاجات، حيث اعتبر أن القوة الدافعية للأفراد هي في الحقيقة سلسلة من الحاجات، وأن هذه الحاجات يمكن تنظيمها على شكل هرم يتضمن خمس مستويات أساسية، موليا اهتمامه بقاعدة الهرم عن الحاجات الأساسية للإنسان وهي الحاجات الجسدية أو الفسيولوجية كالطعام الشراب والنوم والجنس، ثم الحاجة للأمن، ثم الحاجة للحب والانتماء والتقدير والاحترام والحاجة للمعرفة والاهتمام بالنواحي الجمالية، و أخيرا الحاجة لتحقيق الذات. والواقع أن أغلب الناس منساقين للاهتمام بإشباع الحاجات الجسمية في بداية حياتهم، كإشباع شهوة الأكل والنوم والجنس والأمن والاستقرار. ثم يتطور الإنسان بعدها تدريجياً فيبدأ يركز على مسائل أكثر رقيا، فيهتم بالروح والعقل ويفكر بالروحانية والطبيعة والجمال ويهتم بأن يقدره الآخرين وأن يمنحونه الثقة، ومن ثم تتوسع دائرة اهتماماته وتتسع أكثر ليدخل بعدها في مراحل تحقيق الذات والتخطيط للمستقبل
يقول القرطبي أن أول ماخلق الله في الإنسان هو فرجه، وقال له هذه أمانتي أعهد بها اليك، الأمر الذي نستطيع ان نستشف من خلال كلام القرطبي الاهمية الكبيرة التي يمنحها الدين الإسلامي للمسألة الجنسية، إلا أنه على الرغم من كون الأسلام يعتبر أكثر الديانات التوحيدية السماوية التي تعاملت بواقعية مع الغريزة الجنسية، فإن حالات الكبت الجنسي لاتزال تجد لها اثارا سلبية في المجتمعات الإسلامية بدرجة تفوق غيرها من المجتمعات مجتمعة
ولعلنا لا نبالغ اذا قلنا ان من أهم تلك الاثار السلبية هي حالات الإنحرافات والشذوذ الجنسي المنتشرة بأبشع صورها في الجزيرة العربية ودول الخليج وبعض الدول العربية الأخرى، وهي الدول التي يسعى الأصوليون فيها على التشديد على بعض العادات التي من شأنها تكريس الكبت الجنسي عند الطرفين وأهمها عادات الحجاب والنقاب والفصل بين الجنسين بدرجة غير معقولة
وفي هذا الإطار، يقول أحد علماء الأجتماع أن الإنحراف الجنسي يزداد بين الناس كلما أشتدت عندهم عادة الحجاب والفصل بين الجنسين، وهذا لايعني بالضرورة انتفاء وجود الانحراف أو الشذوذ الجنسي في المجتمعات المتحررة، ولكن الفرق في الأخير- حسب رأيه - انه ذو منشأ طبيعي بيولوجي لاشأن للتزمت الديني أو الحجاب أو فصل الجنسين به
وعلى ناحية ما حدث في وسط القاهرة الأسبوع الماضي، يبدوا لنا الأمر جليا أن المجتمع المصري باعتباره جزءا من المجتمعات العربية والاسلامية، قد سقط هو الآخر في حظيرة السعار المتفجر من كبت يعيشه المصريون يوما بيوم منذ سبعة آلاف سنة، هو كبت نظمته أمور السياسة وسبقه إليه الدين الاسلامي الذي سعى البعض إلى تصويره أنه دين يشرح كيفية قمع المرأة والقضاء عليها، وهو أمر يوضح أن العلاقة بين الذكر والانثى تحمل الكثير من المخاطر ليس اقلها شرعيتها الدينية التي حددها الاسلام، خصوصا أن هذا المجتمع قد انفتح بشكل كبير على فيضانات الاعلام الفضائي وثورة الانترنت والاتصالات الأمر الذي يثير الغرائز العاطفية والجنسية، عوضا عن انه مثل معظم المجتمعات العربية التقليدية مجتمع ذكوري زراعي أو صحراوي ويفيض بهواجس المرأة والعلاقة معها، حتى زاد الجوع الجنسي لدى الكثير من افرادها ذكورا واناثا على السواء
ولكن المسألة في مصر الآن لم تعد مجرد تحرشات جنسية تحدث بشكل يومي جهارا نهارا على مرأي ومسمع المواطنين تنوعت في مصادرها بين قمع سياسي عن ممارسة الحريات العامة، وكبت اجتماعي يتحمل وزره كلا من المجتمع والنظام السياسي مخلفا وراءه مشاكل لا حصر لها من بطالة وعنوسة وفقر وجوع وحقد طبقي، وتحريم ديني لكافة أشكال ممارسة الغريزة الجنسية إلا في إطارها الشرعي وهو الزواج، وحرب أخلاقية تدور بين العلمانيين والمشايخ بطريقة البينج بونج لحزمة من التابوهات التائهة تحكمها منظومة العادات والتقاليد وتضيع على إثرها كل محاولات المعرفة الصحيحة. الحقيقة أن الأمر قد تعدى كل ذلك، حتى يبدوا في الأفق سراب لثورة جنسية وشيكة يقودها جياع هذا الوطن، ويحمل رايتها من ملوا من استخدام أيديهم في قضاء عاداتهم الشاذة عن الطبيعة، ويمشي فيها كل من يحب نانسي عجرم أو يعشق أنجلينا جولي أو يتمنى كاترين زيتاجونز
ماذا سوف يقول أخواننا السلفيين عندما يعرفون أن السبب لم يعد تبرج وعري المرأة ؟ كيف سيتهمونا أنها وراء كل فتن الرجال وهي كانت منتقبة ومحجبة ورغم ذلك هتك عرضها ؟ لقد كثرت في أستراليا عمليات التحرش الجنسي والاغتصاب، فما كان من الرجل الطيب مفتي أستراليا إلا أن نصح نساء أستراليا أجمعين بتغطية عريهن، فهاجوا عليه هناك وأوقفوه عن العمل. الأزمة ببساطة هنا في مصر أن ما حدث كان لفتيات كن منتقبات وكن محجبات، وليسوا بحاجة لتغطية عريهن
والسؤال الأكبر في حقيقته لا يدعوا للتفكر في الحالة السلبية لقوات الأمن المصري، التي على ما يبدو أرادت أن تقوم بدو شاهد ماعملش حاجة، ولكن يدعو أكثر للتأمل في ما آلت إليه حالة الشعب المصري من استكانة وضعف والاكتفاء بعبارات الأسى والحزن لما حدث، لماذا شاهد المصريون ما حدث دون أن يتدخلوا أو يضعوا حدا لما يمكن أن يحدث، لماذا سكتوا على حفلات الجنس الحماعي لبناتهم وأخواتهم وأمهاتهم ؟ إن المصريين قد بدوا لي كمجموعة من السذج الذين راحوا يرددون كلمات حفظوها عن ظهر قلب وآمنوا بها من بعد أن لقنهم اياها مشايخ وفقهاء الفضائيات
لقد تعلموا أن كل جرم يرتكبه الرجل هو حتما بسبب أفعال المرأة، وأن كل امرأة تجر الرجل إلى خطأ تستحق الذبح والقتل والتنكيل بها، حتى وإن فعلت ذلك دون أن تدري، فهي التي أخرجت آدم من الجنة، وكأن آدم منذ بداية التاريخ هو الضحية المسكينة لأفعال حواء وعلى هذا الأساس يبرر له المجتمع أفعاله المشينة و يحملها على عاتق المرأة. هل لو كان مفتي أستراليا هنا لقال أن على نساء مصر أن يقمن بتغطية عريهن ؟ وأين هو العري إذا كان هؤلاء الذئاب لم يرحموا فتاة صغيرة أو امرأة مسنة، ولم يفرقوا بين المنتقبة وبين المتبرجة وبين المحتشمة ؟ فقد كان في الحقيقة معيارهم الوحيد للتحرش هو العضو التناسلي للمرأة. ساعتها أعتقد أن الأصوليون سيغيرون قليلا من خطابهم الديني عندما يسألهم أحد هل ترضى هذا لو حدث لابنتك أو لزوجتك أو لأختك، فسيكون ردهم أنا معنديش حد ممكن يمشي في الأماكن المشبوهة دي. تخيلوا وسط البلد، احلى مكان في الدنيا، بقى مكان مشبوة
الحدث بصراحة مرعب جدا، على الأقل على أمي وعلى زوجتي، والله وحده يعلم ماذا سيكون غدا على بناتي، تخيلوا أن أمريكا التي لا يطيقها أحد قامت ولم تقعد من مجرد حادثة قام فيها أحد أعضاء مجلس النواب بتوجيه رسائل إلكترونية تحتوي على عبارات تحرش جنسي لمراهق كان يعمل أثناء دراسته بالكونجرس، بينما نجد المحروس الكبير والصغير قد سخروا قوات الشرطة والأمن المركزي لحماية موكبه هو ومراته وولاده، وتأمين مواكب الوزراء والمسئولين الكبار، وقمع المتظاهرين المسالمين الذي لم ترتفع أصابعهم يوما إلى مؤخرات المحتشمات، ولم يهللوا يوما واحدا بمقدم منتقبة أو محجبة سيقومون بتقطيع ملابسها الداخلية، ولم يطالبوا أبدا أكثر من زوال هؤلاء الحواة والبهلوانات من بلادنا. هم للأسف قليلون جدا، وصوتهم لا يسمع إلا لحاملي العصي الكهربائية، وأياديهم لا تطول سياطهم ومخالبهم، بينما باقي الشعب في مكانه، يمني نفسه قنبلة لهب تسقط من السماء على مصر الجديدة خلف محطة البنزين، أو كائنات من كوكب المريخ تسقط مركبتها الفضائية على موكب مهيب الركن، أو بروبين هود يطلق سهمه فيصيبه في منتصف الرأس محدثا الآخر: احنا مش عايزينك أنت
انتهي زمن المعجزات يا شعب، يا ريت لو عايز تعبر عن غضبك، ابدأ الأول بأمين الشرطة لما يقفل عليك محور 26 يوليو وتتأخر عن شغلك ويتخصم نص مرتبك علشان الباشا يعدي
عندك حق والله, وأعتقد إن الذى حدث هو حصاد سنوات من التخلف الفكرى الذى يعيشه مجتمعنا منذ سنوات طويلة , وللأسف يستمر فى توريثه إلى الأجيال القادمة ,البنت مش زى الولد , الولد راجل يعمل إللى هو عايزه أما البنت لاْ , ربوا الولاد زى البنات وراقبوهم زى ما بتراقبوا البنات حتى لا يتكرر ما حدث , جهل الأباء والأمهات وراء هذه المصيبة التى حدثت , إستهتار الشارع المصرى مسئول مسئولية كبيرة أيضاً , أصبح كل فرد لا يريد أن يتدخل خوفاً على نفسه وأولاده , ورسالتى إلى الشباب الذين فعلوا ذلك(لابد أن تعدموا فى ميدان عام ) لقد إرتكبتم عدة جرائم وليست جريمة واحدة , لقد تحرشتم بالنساء وروعتم الآمنين فى الشارع , إستفدتم إيه يعنى من اللمسة دى وللا الزقة دى؟هل هذا أرضاكم؟أو حل مشكلتكم؟أنتم بحاجة إلى دكاترة نفسيين .