Sunday, January 22, 2006
مولد سيدي أبو بطانية المكشوف عن أمه الحجاب

اعتاد اليهود على الذهاب إلى مصر في نهاية ديسمبر من كل عام وتحديدا إلى قرية مصرية صغيرة اسمها (دميتوه) بدمنهور، في محافظة البحيرة لزيارة ضريح لرجل يهودي مات منذ أكثر من 100 عام ودفنه من كانوا معه في تلك المنطقة ، والاسم الذي انتشر لذلك اليهودي هو أبو حصيرة

وتحكي الروايات أن أبا حصيرة هو يعقوب بن مسعود وهو يهودي مغربي ولد في سنة 1807 وسافر من المغرب إلى فلسطين لغاية الحج (إلى الأماكن التي يدعي اليهود أنها مقدسة لديهم) ، وجاءت بعد ذلك الأساطير حول تلك الشخصية ، وبدأ اليهود ينسجون القصص عنها ، وقيل إن سفينته غرقت قبل أن تصل إلى الأراضي الفلسطينية ، وغرق من معه إلا أنه ـ طبقا للأساطير اليهودية ـ بسط حصيرته على سطح الماء وسبح حتى وصل إلى سوريا ومنها إلى فلسطين حيث أدى الحج

وبعد أن انتهى من أداء طقوسه قرر العودة إلى المغرب سيرا على الأقدام وبينما هو في الطريق مع ثلاثة من أتباعه ، وكانوا قد وصلوا إلى قرية دميتوه المصرية مات ، وقالوا إنه أوصى وهو يموت بأن يدفن في مصر وكذلك أتباعه ، فدفن في الضريح الذي نسب له هناك ، كما دفن أتباعه إلى جواره ، ومنذ ذلك اليوم واليهود يتعللون به كـمسمار جحا ويواظبون على زيارته في ضريحه بمصر خاصة بعد أن أخذت العلاقة بين مصر وإسرائيل شكلها الحالي ، واستغل اليهود المتطرفون وجود الضريح في مصر حتى أمسى سببا سياسيا أكثر منه دينيا لزيارة مصر وجعلوه حجة كي يتوغلوا ما شاء لهم في أرض مصر بهدف زيارة أبي حصيرة اليهودي

وفي ليلة مولد أبي حصيرة حول ضريحه الذي يرتفع عن سطح الأرض عشرة أمتار وتحيطه أرض فضاء مساحتها فدان ونصف لا يصبح الأمر مجرد زيارة دينية ، وإنما ليلة ماجنة صاخبة حمراء تراق فيها كميات ضخمة من الخمر والحشيش وتدق الأرض بالعصي ويبدأ الحفل الماجن بمزاد على مفتاح الضريح ، ومن يدفع أكثر يرسو عليه المفتاح، وبعدها يبدأ الصخب والرقص والسكر ، وما هو بعد أبعد من السكر ، ثم يحتفلون بذكرى القديسة أستر وهي زوجة أحد ملوك الفرس التي يعتقدون أنها أنقذتهم من الإبادة عندما كان هامان يريد أن يفعل ذلك فحذرتهم ، وعندما يأتي ذكر اسمها يتزايد دقهم للأرض اعتقادا أنهم يدقون رأس هامان

وفي محاولة من اليهود لفت نظر العالم إلى قضية الضريح، كانت السلطات الصهيونية تحاول تحويل المسألة إلى قضية سياسية وحق تطالب به، وجرت ثلاث محاولات لنقل رفات اليهودي أبي حصيرة من التابوت الرخامي الذي يعتقدون أنه دفن فيه وكتب عليه من الخارج باللغة الآرامية: هنا يرقد رجل صالح جاء من المغرب ودفن هنا. إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل نتيجة لبعض ظروف الطبيعة أثناء محاولة نقل رفاته، وهو ما فسره اليهود بنفس الطريقة الأسطورية التي نسجوها حول الرجل نفسه من أنه يرفض أن يغادر مصر. وطالما أن الرجل الذي مات منذ 120 سنة ما زال يرفض أن ينتقل إلى فلسطين المحتلة، فالواجب يفرض على السلطات الإسرائيلية أن تأتي إليه لتزوره ، وبالتالي سيبقى في مكانه لكي يأتي اليهود كلما سنحت لهم الفرصة ويمارسوا طقوسهم حوله

ولكن بعد ذلك، لم يعد بإمكان اليهود أن يأتوا لزيارته بعد أن تدخلت حكومة مصر في القضية نزولا عند رغبة أهالي دميتوه وكافة المصريين وحسمت الجدل وقضت بعدم الاحتفال في ذلك المكان ، حيث أخذت مشكلة ضريح أبي حصيرة اليهودي أبعادا كبيرة في مصر ، وبدءا من العام 2001 كان للموضوع أصداء كثيرة ، الأمر الذي أدى إلى امتناع وزارة الخارجية المصرية عبر سفارتها في تل أبيب عن منح تأشيرات دخول لنحو مائة من الاسرائيليين كان من المنتظر أن يشاركوا في مولد أبي حصيرة ، مبررة ذلك لأسباب أمنية تتعلق بمخاوف تعرض الاسرائيليين لمخاطر بسبب غضب المصريين من ممارساتهم بحق الفلسطينيين ، ومن ثم فقد ألغي المولد برمته

ورغم قرار من لجنة الشئون الدينية بالمجلس الشعبى المحلى لمدينة دمنهور عام2000 بإلغاء الإحتفالات اليهودية لمولد ما يسمى أبو حصيرة ، وحكم المحكمة الإدارية فى الاسكندرية ( دائرة البحيرة ) عام 2001 بوقف هذه الإحتفالات التى يحيطها كثير من الموبقات التى لا تتفق مع عادات وتقاليد أهل القرية الكائنة بجوار هذا القبر ، واعتبار قرار وزير الثقافة بجعل هذا المكان اثرا إسلاميا كأن لم يكن

وقد أوضحت المحكمة إن مما سبق يتضح أن اليهود خلال إقامتهم في مصر لم يشكلوا حضارة بل كانوا قوما متنقلين يعيشون في الخيام ويرعون الأغنام ولم يتركوا ثمة أثرا يذكر في العصر الفرعوني وبالتالي فإن القرار الذي أصدره وزير الثقافة باعتبار ضريح الحاخام اليهودي أبو حصيرة بقرية دميتو بمدينة دمنهور والمقابر اليهودية التي حوله ضمن الآثار الإسلامية والقبطية رغم أنه مجرد قبر لفرد عادي لا يمثل أي قيمة حضارية أو ثقافية أو دينية للشعب المصري حتى يمكن اعتباره جزءاً من تراث هذا الشعب وهو الأمر الذي يكون معه قرار وزير الثقافة باعتبار الضريح والمقابر اليهودية ضمن الآثار الإسلامية والقبطية مخالفا للقانون لانطوائه علي مغالطة تاريخية تمس كيان الشعب المصري الذي هو ملك لأجيال الأمة وليس للأشخاص كما ينطوي علي إهدار فادح للمشرع المصري الذي لم يعترف بأي تأثير يذكر لليهود أثناء إقامتهم القصيرة بمصر، هنا نسيت المحكمة المطالبة بحق استعادة المسروقات التي أخذها اليهود مع خروجهم من مصر، وهي أمر تثبته جميع النصوص القديمة بما فيها التوراة، التي يرجع الصهاينة لها، للافتراء على الشعوب بادعاء وجود حقوق تاريخية

إلا إنه ورغم ذلك كله تم اهدار القانون ، فقد زار وفد سياحى من اليهود المغاربة فى أوائل شهر يناير قبر أبو حصيرة وسط حراسة أمنية مشددة وذهول الناس الغضبة من هذا التصرف غير المسئول ، كما احتفل أمس اكثر من ألف يهودي بمولد ابوحصيرة بحضور القنصل العام الاسرائيلي ومجموعة من حاخامات اليهود ، وقد فرضت قوات الامن حصارا شديدا حول مكان الاحتفال، والقبر. وتم فرض حظر تجوال علي أهالي القرية. انتشر اليهود في طرقات القرية وحول القبر وارتدي معظمهم القلنصوة اليهودية، وقد جاء اليهود الذين حضروا الاحتفال من اسرائيل رأسا الي مطاري القاهرة والاسكندرية ، بعد ان كان معظمهم يأتي في الماضي من اوروبا

وفي الواقع فالعدد الذي شارك في هذا المولد يعتبر الأكبر منذ عشر سنوات ، وفيه تمت اضاءة الشموع وشواء اللحوم، وانتشرت روائح الخمور وأصوات الطقوس الماجنة الصادرة من الموسيقي الصاخبة من قبر أبوحصيرة ، بينما قام عدد كبير من المحتفلين بالرقص بين المقابر المحيطة بأبوحصيرة. كل ذلك في حين قامت الجهات الأمنية بتوفير طريق فرعي خلف مقبرة أبوحصيرة بقرية ديمتيوه لعبور الأوتوبيسات السياحية بعيداً عن الطريق الرئيسي الذي يمر وسط منازل أهالي القرية الذين أصابتهم حالة من الاستياء والغضب

وقد قامت قوات الأمن أيضا بتطويق منطقة الاحتفال لمنع الاحتكاك مع الأهالي ، واستنكرت القوي السياسية والشعبية بمحافظة البحيرة السماح باقامة الاحتفال ووصفوه بأنه خرق لأحكام القضاء المصري، وطلبوا من الحكومة الالتزام بتنفيذ أحكام القضاء ، وعدم الاحتفال بمولد أبوحصيرة ، والتفكير في نقل رفاته إلي اسرائيل لمنع اليهود من الاحتفال في البحيرة بهذه المناسبة مرة أخري

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن
هل عودة زيارة اليهود لمولد أبو حصيرة المزعوم يأتى ضمن توابع توقيع الكويز والافراج عن الجاسوس عزام ؟ أم أننا فرحون بهذا المولد الذي يكرس النظرية التي يروج لها البعض بأن مصر أم الأديان السماوية ، ومن ثم كان من الواجب أن نبحث عن عيد ديني يهودي كما هو مثل أعياد المسلمين والمسيحيين ، أم أن الموضوع لا يعنيينا برمته وكأن شيئا لا يحدث بحيث يستمر أبو حصيرة هذا هو مسمار جحا الاسرائيلي في مصر بينما يغط المصريين ومسئوليهم في نوم عميق تحت بطانية سيدي أبو بطانية هذا ، أو عفوا ، سيدي أبو حصيرة أبو الكرامات والمعجزات
 
posted by المواطن المصري العبيط at 2:27 PM | Permalink |


12 Comments:


  • At Tuesday, January 31, 2006 4:45:00 PM, Anonymous Anonymous

    صديقى العبيط..مع احترامى الشديد لارائك الا انك هنا قمت بنقل عبيط لما كتبته بعض الصحف الحكوميه او كما تلقب القومية.. مع تحفظى الشديد على الموضوع برمته الا انى متاكد هن ان ما يحدث هناك لا يمثل جزء مما يحدث فى الموالد لدينا و كل ما يقال انما هو اسقاط لما هو كائن فى موالد السيدة و سيدى ابراهيم الدسوقى .. الخ حيث انه بالتاكيد لم يحضر احد من كل الرواه هذا المولد.. لذا يؤسفنى ان ارحب بك فى موكب الكذابين و الناقلين غير المستخدمين لرؤسهم و عمار على مستقبل مصر بامثالك

     
  • At Wednesday, February 01, 2006 12:18:00 PM, Blogger المواطن المصري العبيط

    أولا الصحف القومية لم ولن تكتب عن هذا الموضوع أبدا
    ثانيا الموضوع ليس اسقاطا لما هو كائن في موالد السيدة والبدوي والدسوقي وإنما هو يحدث بالفعل ، وليس ذنبي انك جاهل بمثل هذه الأمور
    ثالثا أنا لست كذابا ولا منافقا وإنما أنت تقول ذلك نبوعا من حقدك على وعلى ما أكتب فلعنة الله عليك وعلى مصر طالما فيها أمثالك أيها الجبان الذي تخشى حتى مجرد ذكر اسمك

     
  • At Monday, May 01, 2006 2:32:00 AM, Blogger adhm

    اولا
    هل انا كمسلم مؤمن ان ممكن يكون فى واحد يهودى بعد بعث النبى صلى اللة علية وسلم عندة كرامة
    طبعا الاجابة المنطقية والواقعية

    كلمة قبيحة مكونة من ثلاث حروف اولها زى اخرها
    طيب لما هو سيدهم ابو كليم او حصيرة ماعندهوش كرامة ولا اى ريحة حاجة حلوة
    لية الدوشة واتوبيس رايح واتوبيس جاى وشدة امن دولة على غلاسة على الناس المتغلس عليها اصلا

    الاجابة برضة دة مسمار جحا اليهودى
    وعلى فكرة الانونىموس العبيط اللى فوق دة شكلة بيكتب فى الجمهورية

     
  • At Tuesday, May 09, 2006 8:17:00 PM, Blogger قلم جاف

    ولم لا تقول أن اليهود قرروا اللعب في نفس البيئة التي انتشر فيه التصوف ، لعبوا على وتر أن يكون لهم ولي مثلما اصطنعنا كمسلمين لنا أولياء ، وطالما أن البيئة موجودة فكل شيء وارد ، وهذا يجعل ما قاله الأنونوميس :

    مع تحفظى الشديد على الموضوع برمته الا انى متاكد هن ان ما يحدث هناك لا يمثل جزء مما يحدث فى الموالد لدينا و كل ما يقال انما هو اسقاط لما هو كائن فى موالد السيدة و سيدى ابراهيم الدسوقى .. الخ حيث انه بالتاكيد لم يحضر احد من كل الرواه هذا المولد

    لا يخلو من بعض الوجاهة .. بمعنى آخر يحاول اليهود توصيل رسالة لنا أنهم منتمون لنفس ثقافتنا "الشعبية" وأنهم جزء لا يتجزأ من ثقافة العالم العربي.. تلقيح جتت من الآخر..

    لو خلت ثقافتنا من الخرافة التي دسها البعض على الدين لمصالحه الشخصية ، لما أصبح أمام يهود أبو حصيرة سوى أن يأخذوا حصيرتهم .. ويرحلوا في ستين ألف سلامة..

     
  • At Thursday, September 06, 2007 6:16:00 PM, Anonymous Anonymous

    طبعا نايمين فى العسل أو رؤوسكم فى الرمال او صغير السن طويل الناب ـ دراكولا ـ ولا تدرون متى نشط المشروع المصرى ثم العربى ثم الإسلامى أبو حصيرة وتخللها فترة إنتقالية لأبو بقرة وعجل للتحول لمشروع مولد حنّا ـ طبعا مازال المشروع ممتد ـ قال تعالى ـ يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهّل الكافرين أمهلهم رويدا ـ وقال تعالى ـ يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ـ طبعا خير الماكرين تعنى خير المدبّرين ـ صدق سبحانه وتعالى ـ لكن ماذا كان العائد عليك فى الموالد؟ ـ كنّا نار أكلت جيوشكم نار تقول هل من مزيد ـ المزيد كان سبتمبر أكتوبر1998 مقولة عارفين مين عمل حادثة الأقصر هم الموساد هههه ـ طبعا كنّـــــا نارا لنار

     
  • At Friday, February 15, 2008 4:18:00 AM, Anonymous Anonymous

    احب ان احييك علي هذا الموضوع واشكرك علية حيث استفادة من المعلومات التي ذكرتها في كتابة موضوع عن ابوحصيرة

    و علي فكرة انا شاب ناصري من دمنهور وكنت من الشباب الذين اشتركوا في المظاهرة التي نظمها التيار الناصري في دمنهور اعتراضا علي المولد

    وشكرا مرة ثانية

     
  • At Friday, November 21, 2008 8:41:00 PM, Anonymous Anonymous

    اتقوا الله ياأرهابيين و خلوا الناس تمارس دينها بحرية حتى لو يهود
    اللى بتعملوه ده هو اللى فعلا بيسيىء للأسلام و المسلمين.

     
  • At Saturday, January 10, 2009 8:50:00 PM, Anonymous Anonymous

    الموضوع هايل أخى العبيط لكن أنا عايزة أقول للاستاذاللى بيقول اننا ارهابيين مين بالظبط للى ارهابى اللي داير تقتيل فى مخاليق ربنا دا مابيرضوش يدخلوا المسلمين للاقصى غير بالبطاقات وليس للاقل من50سنةيا شيخ خليك حقانى شوية انت ما بتتفرجش ع النشرة ولا ايه

     
  • At Saturday, January 10, 2009 8:50:00 PM, Blogger Morning

    انت اصلا كبير العبط

     
  • At Sunday, January 11, 2009 1:07:00 PM, Anonymous Anonymous

    ان ارائك عن هذا الموضوع مهمة جدا وتثير غضب الكثير من الناس فانت اشرت الي موضوع هام ولا تجعل الذين يكتبون لك ويقولون عنك عارا لا تنصت لهم فهذا الموضوع هام جدا وكيف يحتفل اليهود في البلد التي هزمتهم وهل هم يحتفلون من اجل المذبحة التي يقومون بها ضد الابرياء الفلسطينيون ام يريدون ان يجعلوا فعلا لهم مسمار جحا داخل هذه الاراضي المقدسة الطاهرة الصافية من شوائب المجون والخمر والدعارة التي يفعلونها في دمتيوه واشكرك مرة اخري
    مع تحياتي.....
    مواطن مصري

     
  • At Tuesday, January 13, 2009 7:21:00 AM, Blogger Unknown

    دخلت لحضرتك صدفة
    فأكتشفت مدونة ذات مضمون قوى
    ايضا كلامك عن ابو حصيرة يقابلة بعض الروايات المصرية بانه مسلم ات من المغرب ولم يكن يملك من حطام الدنيا الا حصيرة وحين توفى دفنة يهودى فى المقابر اليهودى ولا يعلم احد سبب ذلك الا الله
    اما عن مسمار جحا فايا اخى كل مصر الان مسامير ولا تسأل عن سببها او هدفها يمكن يكون هدفها تعزيز الحكومة المصرية لدى قريناتها الامريكية والصهيونية والابقاء على كفة الحكم
    لكن ما يحدث
    فاق الاحتمال

     
  • At Saturday, May 01, 2010 6:03:00 PM, Anonymous Anonymous