Monday, January 02, 2006
دولة اللاقانون أو سياسة قلع الجزمة

للمساجد حرمة من نوع خاص ، فيجب على الداخل إلى المسجد أن يخلع حذائه لأنه بذلك يصون المكان الذي يسجد عليه من الأتربة التي يحملها باطن حذائه. ولكني لا أعتقد أن مكاتب ضباط المباحث لها نفس حرمة التي يتوجب على الداخل لمقابلة الباشا ضابط المباحث أن يخلع حذائه ويقف أمام عظمته حافيا خاشعا من قسوة الباشا الذي لا يرحم

والقصة انني ذهبت للقسم لتحرير محضر ضد نصاب قام بسرقتي واستولى على أموالي وتليفوني المحمول وأشياء أخرى ، ولكني فوجئت بأن المكان الذي يحمي القانون ويصونه وهو قسم الشرطة ، هو نفسه المكان الذي يجرد فيه القانون من قيمه كما يجرد المتهم من حذائه وهو داخل على الباشا. فالداخل مجرم حتى تثبت براءته ، والخارج هو مشتبه به

إن النظام المصري يثبت لنا يوما وراء التالي قدرته الفائقة على ضبط اتزانه وسحق معارضيه أو كل من تسول له نفسه تحديه وقول كلمة الحق ، وما السيدة التي واجهت ضابط المباحث الشرس إلا مثال بسيط على ذلك ، فهي جل غايتها أن تأتي بابنها المحتجز ببطانية لتقيه من برد يناير القارص ، فما كان لها أن اتهمت بالزنا وتلفيق قضية دعارة لمجرد أنها تجرأت وقالت له لا تسبني

كما أن آخر كان بحوزته سيجارة بانجو – لزوم كيفه يعني – وكل سنة وانتم طيبين علشان السنة الجديدة طبعا – فاحتفل هذا الشاب بالعام الجديد بعرضه على النيابة بتهمة حيازة باكتة بانجو – رغم أنها كانت سيجارة فقط – إلا ان الضابط يبدو أنه لم يستلطف تعليق الشاب بأنها أول مرة في حياته يقوم بشرب البانجو ، فكان جزاءه قضية اتجار في البانجو

إن دولة القانون التي يتحدث عنها رموز الدولة دائما ما هي إلا سراب يتلاشى عند أقدام الغلابة الذين قدر لهم النظام أن يظلوا غلابة – تماما مثل الأرانب وهو الموضوع الذي أثرته من قبل – وكل من يحاول أن يخرج من هذا الغلب فهو مارق على الطريقة الأمريكية ، فوجب حسابه وجزاءه في ثلاجة القسم والضرب والركل والسب بأقذع الألفاظ

أن حديثنا عن دولة القانون ودولة المواطنة سيستمر لأمد بعيد وطويل ، ويبدو أن مقولة أمل دنقل تحضرني عن دولة المباحث ، فيقول

أبانا الذي في المباحث ، نحن رعاياك
باقٍ لك الجبروت ، باقٍ لنا الملكوت
وباق لمن تحرس الرهبوت
تفرّدت وحدُك باليسر
إن اليمين لفي الخسر
أما اليسار ففي العسر
إلا الذين يماشون
 
posted by المواطن المصري العبيط at 4:36 PM | Permalink |


6 Comments:


  • At Tuesday, January 03, 2006 3:10:00 AM, Blogger لا أحد

    يبدو ان الحكومة بتتعامل معنا علي اساس لن احنا جزم ولازم ننضرب بالحزم وهذا هو عدل الهانا الذي في المباحث ؟؟ بالمناسبة لقيت الحرامي ولا لأ؟؟ ابقي قابلني لو لاقيت حد هيا المباحث فاضية
    يا صاحبي اللي سرقك ده مواطن صالح بيسرق بس وعمره مارتكب الجريمة الكبري ( يقول لأ لابانا الذي في عابدين)

     
  • At Tuesday, January 03, 2006 5:04:00 PM, Blogger المواطن المصري العبيط

    تصحيح للمعلومة يا أحمد بيه، فأبانا لا يوجد في عابدين فقط وانما في مصر الجديدة وشبرا وحمام بيتكم كمان

     
  • At Saturday, January 07, 2006 10:06:00 PM, Blogger Tamer Nabil Moussa

    عزيزى


    اغلبية الضباظ يعتقدون انهم فوق القانون

    وانهم مصرح لهم بعمل اى شىء مع اى حد طالما لم يكن لة ظهر


    هولاء اجين من الجبن نفسة

    كنت فى يوم زاهب الى عملى وفجاءة وجدت ضابط موقف سيارة وبها شاب لايتجاوز العشرون عام

    وهات ياشتيمة فية وكل دة مش عشان مخالفة عملها كنا نقول بينفذ القانون وبيحافظ على النظام

    لما ميلت على احدى المشاهدين قال لى اصل الشاب دة دون قصد مو سمع كلكس البية وهو بيزمر لية عشان يعدية

    المهم

    الواد دة كان باين علية غلبان واقف يقول لية اسف ما خدت بالى

    ولما فضل كدة والظابط مصصم انة يعمل لية مخالفة

    طلع لة كارنية او كارت

    الظابط وشو جاب الوان واصفر لكن تظاهر بالتماسك امام الناس وركب السيارة مع الشاب بحجة سحب السيارة عشان ماشى من غير رخصة مع ان الرخصة كانت مع الظابط

    وبعديها بنصف ساعة وجدنا الشاب ماشى عادى بسيارتة

    طبعا الشاب مو غلطان

    بس حبت اقول ان البلد
    صح المثل عليها

    اللى لية ظهر ما يضرب على بطنة

    وشكرا على المشاركة القيمة
    . وفقنا الله لما فية الخير
    مع خالص تحياتى

     
  • At Monday, February 27, 2006 5:48:00 AM, Anonymous Anonymous

    تلاقيك يا حوده كنت لسه دايخ من أثر المخدر اللى اداهولاك الراجل اللى قللبك. وكنت بتشوف حاجات فى القسم مش موجودة أساساً

     
  • At Monday, February 27, 2006 5:51:00 AM, Anonymous Anonymous

    صحيح نسيت أعرفك بنفسى انا 44 مكه عرفتنى ولا اقول كمان

     
  • At Tuesday, March 14, 2006 5:02:00 PM, Anonymous Anonymous

    لقد ذكرنى مقالك بمقال كتبته منذ فترة طويلة تحت عنوان " قانون القوة وقوة القانون". وحقيقة الأمر أن ما يحدث فى مصر , وفى معظم دول العالم بما فيها بريطانيا التى عشت فيها ثلاثين عاما, هو أن الحكومات وأتباعها يستخدمون "قانون القوة" لحكم الغنم والغلابة الذين يلتزم عليهم الإلتجاء إلى قوة القانون إذا ظلموا أو نهبوا أو . . الخ.
    وبما أن القوانين أصبحت عديمة الفائدة فلقد ظلمت الملايين وضربوا بالجزم بدون أن يظهر لهم صاحب
    ولذلك فإن ما بدأ يحدث الآن من أن كثيرين أعطوا ظهورهم للقانون هو بداية ماستكون عليه الحياة فى هذه الألفية- كل واحد ياخد حقه بإيده وطز فى البوليس والقانون والحكومة , وسلم لى على الترماى.